التربية في مرحلة ما قبل المدرسة
التربية والتعليم أمران مترابطان في حياة الفرد، وهما الأساس لعملية التقدم والتنمية في المجتمع، إضافة إلى كونهم النافذة التي يتعرف من خلالهم الفرد على دوره في المجتمع، وعليه يجب أن يتموا على أكمل وجه، ولكن يواجه الأباء في أحيان كثيرة صعوبة في التعرف على كيفية تجهيز الطفل تربويًا للمرحلة التعليمية، وعليه من خلال مقالنا سنوضح كيفية التعامل عبر مجموعة من الأساليب التربوية لمرحلة ما قبل المدرسة.
محتوى المقال
مراحل نمو تفكير الطفل
قبل التحدث بشكل واسع عن التربية في مرحلة ما قبل المدرسة، فعلينا في البداية التعرف على مراحل تفكير الطفل، حيث أن هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى التغييرات العقلية لدى الأطفال، والتي من شأنها تساعده في التطور فكريًا خلال مرحلة نموه الجسدي.
وتظهر ما يسميه بعض علماء علم النفس بـ”الفطنة”، ويسميه العامة بـ”النباهة”، من خلال تفاعل الطفل مع كل ما حوله، سواءًا مع أفراد أسرته، أو الغرباء، ويُدرك إمكانية تحصيل الخبرات الحياتية، ويظهر هذا جليًا عندما يستطيع الطفل التفرقة بين أفراد أسرته، وبين الغرباء، حيث تجده وحتى قبل أن يبدأ في الكلام أمام أسرته تظهر كلمات غير مفهومة، ويتقافز ويتحرك، بينما تجده خجول وأكثر هدوءًا في حضور الغرباء.
وهذا النمو إضافة للخبرات الحياتية يُشكل الإدراك والوعي لدى الطفل، وعليه وجد علماء النفس التربوي أن الحالة المادية، الاقتصادية، الاجتماعية لأسرة الطفل تؤثر على التفكير، والتفاعل بينهم وبين الطفل وتكوين مراحله الفكرية.
مرحلة ما قبل المدرسة
تبدأ مرحلة ما قبل المدرسة لدى الأطفال في الفترة ما بين الثلاثة إلى ستة سنوات، وعليه يجب أن يكون لدى الأسرة الخبرة بمراحل نمو التفكير لدى أطفالهم، من الخوض في المرحلة الحسية الحركية لدى الطفل ومراحل اللمس والكلام، بشكل يسمح لهم البدء في عملية تجهيزه تربويًا لرحلته الدراسية والتعليمية.
ويجب أن يتمتع الأباء بقدرة عالية على الملاحظة، فهذه المرحلة تكون حرجة للغاية بالنسبة للطفل، نظرًا لكون تلك هي الفترة التي يكتسب فيها العديد من عاداته وتصرفاته، والتي ستستمر معه وتصبح جزء من شخصيته في مراحل حياته المقبلة.
سلوكيات الأباء مع الأطفال في فترة ما قبل المدرسة
هناك مجموعة من السلوكيات التي يجب على الأباء أن يتحلوا بها خلال تلك الفترة، ومنها:
- يجب كما ذكرنا أن يكونوا شديدي الملاحظة، ويمكنهم تدوين الأفعال وردود الأفعال الخاصة بأطفالهم.
- عدم التعامل برفق زائد عن الحد قد يتسبب في اكتساب الطفل سلوكيات مثل الإهمال، أو عدم التقدير لمن هم أكبر منه سنًا، وكذلك عمل التعامل تحت أي ظرف بعنف معه، فالتعامل بعنف سيجعله كذلك يكتسب سلوكيات عنف مع من هم أضعف منه.
- محاولة تفهم رغباته، والتعامل معه على قدر مرحلته العمرية، وهذا سيجعله يكتسب سلوك التقدير الدائم لكل من حوله.
- التأكد من نمو الطفل بصورة طبيعية، على المستوى الصحي والنفسي، من خلال أطباء الأطفال بشكل دوري.
أساليب التربية قبل المدرسة
هناك بعض الأساليب الفعالة التي يُمكن للأباء اتباعها، والتي ستساهم في تربية أطفالهم، عبر استراتيجيات تربية الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وهي:
- التحدث والاستماع
يجب على الأباء توفير مساحة من الوقت مع أبنائهم يتم خلالها الاستماع إليه جيدًا، والاستماع لكل ما يقوله ويتسائل عنه، والتحدث معه، وتوضيح كافة الأمور التي تتناسب مع عمره، وهذا يحقق تكوين شخصيته، واكتسابه الثقة بالنفس بأن لديه ما يقوله.
- الصبر
نظرًا كما ذكرنا أن تلك المرحلة العمرية حساسة ومهمة في حياة طفلك، فعليك التعامل معه بصبر فهو المفتاح لنجاح العلاقة باقي عمره بين الأباء والأبناء، والأساس الذي يُبنى عليه نجاح استراتيجيات التربية قبل مرحلة المدرسة، ولا تتعجل النتائج في التربية، فالأمر يأخذ بعض الوقت بين اكتساب الطفل للسلوك، وتحليله، حتى يصل ليكون جزء من شخصيته.
- التقدير
يجب دائمًا أن يكون هناك تقدير للسلوكيات الجيدة التي تنتج عن طفلك، مثل الثناء عليه في المواقف المختلفة، أو شكره، أو حتى الاعتذار له إذا ظهر منك خطأ تجاهه، فهذا التقدير يخلق جسر بينكما وتفاهم يمتد طوال عمر الطفل.
- المكافأة
وأخر تلك الأساليب هو التعامل بنظام المكافآت، فيجب عليك أن تجعله يُدرك أن كل جهد مبذول أو عمل محمود يكون في مقابله مكافأة، ولكن يجب الحذر أن تكون تلك المكافآت على قدر الفعل بحيث لا تبالغ فيها، ولا تكون ذات قدر قليل، وهذا يكسبه مهارة كيفية تحقيق الهدف، وتعريفه بالمكافآة في حالة تحقيقه.
في ختام مقالنا يجب أن نؤكد على أن مراحل ما قبل المدرسة هي التي تستمر مع الطفل، كل ما يأتي بعد ذلك تأكيد على التكون الشخصي الذي اكتسبه الطفل في هذه المرحلة العمرية، وتلك التأكيدات تؤثر عليه في كيفية وسرعة اتخاذ القرار فيما بعد.