الموديولات التعليمية
ماذا تعرف عن الموديولات التعليمية؟
يعد التعلم هو مصطلح يمكن أن نطلقه على الفضول المعرفي لدى الإنسان، فالإنسان منذ نزوله على الأرض وأخذه فضوله في محاولة لإيجاد إجابات على الكثير من الأسئلة، والتي بدورها نجحت في أن تأخذه من خطوات على الأرض، حتى أصبحت تلك الخطوات على القمر ثم المريخ، ومنذ اللحظة الأولى علم الإنسان الأول أن “العلم قوة”، تحتاج في المقام الأول إلى دفع الإنسان لنفسه أولًا، وهذا يأخذنا بالحديث عن مفهوم المديولات التعليمية، وتطورها، وعلاقتها بالتربية والتعليم، وهذا سيكون حديث مقالنا اليوم.
محتوى المقال
الموديول – Module
إن كلمة الموديول وحدها أصلها الحقيقي يعود إلى اليونانية، وهناك بعض من علماء اللغة اللذين يعتقدوا بأنها تعود إلى اللغة الهندو-أوروبية التي انشق منها اللغة اليونانية، والبلدان المطلة على البحر المتوسط تحديدًا، وتعني في أساسها المقطوعة الموسيقية المنهجية.
ومعنى هذا أن كلمة موديول تدل على السلوك التعليمي المنهجي، أي أن تكون العملية التعليمية قائمة على منهج حديث وبه من المرونة ما يساعده على التطور بشكل دائم، بحيث يجتاز العقبات، ويكون متوافق مع الذوق العام، بطريقة تجعل كل سطر من السيمفونية، أو المقطوعة الموسيقية تسلم بعضها البعض بشكل متتابع.
مفهوم الموديولات التعليمية
يمكن القول أن مفهوم الموديولات التعليمية بدأ في الظهور منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي، وكان عبارة عن تسجيلات صوتية لمجموعة من الدروس المكملة لكليات علم النبات في الولايات المتحدة، وتم تسجيلها من قبل المعلمين، بهدف تعريف الطلاب بشكل أفضل على العلم نفسه بعيدًا عن المناهج الدراسية.
ووضع تعريف للمديولات التعليمية كونها أحد أساليب التعلم الذاتي، والتي تكون عبارة عن مواد تعليمية متتابعة ومترابطة في موضوعها، مع كم كبير من المعلومات المعرفية حول موضوع، أو منهج محدد هدفه هو دفع الطالب على الدخول في دائرة المعرفة الذاتية، أو التعليم الذاتي، بغاية الحصول على المعرفة بعد البحث عنها بشكل يجعلها تثبت في عقل الطالب، وكان هذا في منتصف السبعينيات.
تطور الموديولات التعليمية
ومع التطور التكنولوجي الذي شهده نهاية القرن الماضي، ومطلع القرن الجاري، دخل نظام الموديولات التعليمية إلى أنظمة التربية والتعليم، بإنشاء مواد علمية معرفية بهدف محدد مقصود الوصول له، يكون مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنهج التعليمي الذي يدرسونه داخل المدارس، والجامعات، ولكن يكون الهدف الأسمى هو التأثير في ذات ونفس الطالب، بشكل يساهم في تنميته.
وأصبح يكون هناك الكثير من البرامج والأنشطة التعليمية التي تقدم المساعدة للطلاب، بوضع مجموعة من الأهداف واجب تحقيقها يكون المحرك الأساسي فيها هي الذاتية التعليمية والقدرة على الاستيعاب، والتحصيل من قبل الطالب نفسه.
كيفية تصميم الموديولات التعليمية
هناك مجموعة من الخطوات التي تساعد المعلم في عمل موديول تعليمي، وتأتي في الآتي:
- تحديد الهدف التعليمي من الموديول
يجب على المعلم تحديد ما يرغب في تحقيقه الطالب خلال فترة تعليمه وإرشاده من خلال برنامجه والموديول الخاص به.
- اختيار محتوى متناسب مع الطالب
يجب على المعلم اختيار محتوى تعليمي يتناسب مع العمر، والقدرة على الاستيعاب والتحصيل لدى الطالب، حتى يتسنى له تحقيق الهدف من البرنامج التعليمي.
- وضع الأنشطة تفاعلية
يجب أن يتضمن الموديول التعليمي على الكثير من الأنشطة القائمة على التفاعل، بين الطالب وأقرانه في الفصل الدراسي الواحد، بشكل ينمي الجانب الاجتماعي والتفاعلي والتنافسي لديه.
- التقييم
في نهاية كل برنامج تعليمي على المعلم أن يضع مجموعة من التقييمات، بمدى الأهداف التي تحققت لدى كل طالب، وما اجتازه، وما يجب الإعادة عليه من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة.
وفي حال كان المعلم سيعتمد على التطور التكنولوجي، فيجب عليه اختيار الوسائط التكنولوجية التي يمكن أن يصل من خلالها البرنامج التعليمي لطلابه، مثل تطبيق على الهواتف الذكية، أو عمل منصة متخصصة في الموديولات التعليمية.
اقرأ أيضًا: دور الأسرة في التربية والتعليم
مميزات الموديولات التعليمية
- تساعد الموديولات التعليمية على تنمية العديد من المهارات الشخصية لدى الطلاب، مثل التعليم الذاتي، والاعتماد على النفس، والقدرة في البحث عن المعلومة، والمشاركة.
- تتناسب الموديولات التعليمية مع مختلف القدرات الاستيعابية لدى الطلاب.
- تمتلك المديولات التعليمية من المرونة التي تجعل المعلم يقوم بها من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة.
- تُمكَّن المعلم من التعرف على المستوى الحقيقي للطلاب، ما إن كانوا قد استوعبوا المادة بهدف التعلم، أم بهدف المرور بها خلال مرحلتهم التعليمية.
أهمية الموديولات التعليمية
في الختام يمكن أن نقول أن الموديولات التعليمية أحد أشكال التربية والتعليم الحديثة، التي تساهم في بناء الإنسان عقليًا وذاتيًا، بحيث تستطيع توجيهه للاعتماد على ذاته من خلال التعلم الإلكتروني، أو التعلم الذاتي بأشكاله المختلفة مثل البحث عن المعلومة من مصادرها في الكتب والمراجع في المكتبات، أو حتى من خلال شبكة الأنترنت عبر سبل التعليم عن بعد. كما أنها في تطور دائم، لقدرتها على استيعاب الذي يحدث سواء على مستوى الأفراد، وقدرتهم الاستيعابية والإدراكية، أو تطورها واستيعابها للتطورات التكنولوجية، بطريقة جعلت الكثير من النظم التعليمية في الدول المتقدمة تتخذها منهجًا من المناهج التعليمية.
ملخص الموديولات التعليمية
هي وحدة دراسية تندرج ضمن سلسلة من الوحدات التي تشكل البرنامج التعليمي، وتتضمن أنشطة وأهدافًا إجرائية، بالإضافة إلى إثراءات واختبارات متنوعة، بهدف تعزيز التعلم الذاتي بما يتناسب مع قدرات وسرعة كل متعلم، مع إشراف المعلم.