ما هي أنواع البراكين؟ وكيف تتكون؟
لعلك تعلم أن أنواع البراكين مختلفة وليست فقط الشكل المألوف في مخيلتنا، وبالنظر في الطبيعة يمكننا رؤية الجبال البركانية المهيبة، وفي ناحية أخرى من العالم نلاحظ وجود الحقول البركانية الواسعة التي تغطي مئات الأميال، منها ما يثور مرة واحدة خلال بضعة أيام، ومنها ما تستمر ثورته لملايين السنين.
أحيانًا تخرج بعض البراكين من تضاريس مخروطية صغيرة لا تتجاوز عدة أمتار، بينما تحتضن نوع آخر منها أضخم الجبال على سطح الأرض، حتى إن شكلها مختلف أيضًا منها ما هو مخروطي أو غير منتظم الشكل.
كما ترى فلكل بركان حجم وشكل وأسلوب خاص في الثوران، وفي تلك المقالة سوف أوضح لك أنواع البراكين المختلفة وما الذي يحدد هذا الاختلاف.
محتوى المقال
لماذا تحدث البراكين؟
لكي تفهم كيف تنشأ البراكين وأنواعها يجب أن تعلم تركيب القشرة الأرضية التي تخفي تحتها تلك الحمم، حيث تغطي الأرض قشرة مكونة من 7 طبقات يتراوح سمكها جميعًا بين 5 إلى 60 كيلو متر، فضلا عن وجود ما يزيد عن 150 قطعة من الصفائح التكتونية التي تخفي تحتها طبقة من المواد المنصهرة تجمع بين الصخور والغازات.
ومع مرور الوقت تنخفض كثافة تلك المواد فتبدأ بالتصاعد نحو سطح الأرض وعندما يزداد الضغط على القشرة الأرضية تخرج المواد من الشقوق الموجودة بها فتحدث الانفجارات البركانية التي تملأ الهواء من حولها بشظايا من الحمم البركانية.
ما سبب اختلاف أنواع البراكين؟
عندما تنطلق المواد البركانية (الصهارة) إلى سطح الأرض يتخلف عنها أنواعًا متعددة من البراكين ويتم تحديد نوع البركان بناءً على عدة عوامل:
- مكونات المواد البركانية.
- كمية الغاز الموجودة في الصهارة.
- درجة لزوجة الصهارة.
- الطريقة التي تنتشر بها الصهارة على سطح الأرض.
على سبيل المثل تتحكم درجة اللزوجة في شكل البركان حيث تشكل الصهارة شديدة اللزوجة بركانًا شديد الانحدار، حيث لا يمكن لتلك المواد التدفق بعيدًا عن فوهة البركان، لذلك ما من حل أمامها إلا أن تتراكم على جوانب الجبل مكونة ما يعرف بـ”البركان الطبقي” مخروطي الشكل.
على الجانب الآخر لا تمتلك البراكين الدرعية منحدرات شديدة لأن الحمم البركانية (البازلت) تكون أقل لزوجة فتنتشر بعد ثورة البركان على مسافات أبعد مكونة منحدرات عريضة.
ما هي أنواع البراكين؟
ظاهرة البراكين تعتبر جزء من طبيعة الأرض تحدث على مدار العام بشكل مستمر حيث تنفث الأرض ما يزيد عن مائة بركان كل عام، لكن ليست جميعها بالخصائص نفسها، حيث قام علماء الجيولوجيا بتقسيم البراكين حسب شكلها إلى:
1. البراكين الطبقية أو المركبة (Composite Volcanoes)
يمثل هذا النوع الأشكال الشائعة للبراكين التي لها شكل مخروطي حيث ينحدر بشكل كبير بداية من القمة ويقل الانحدار تدريجيًا إلى أن يصل إلى القاعدة، وتتكون عليه طبقات من الحمم والرماد البركاني.
في العادة يكون ثوران تلك البراكين عنيف جدًا بسبب ضغط الغازات الموجودة في الصهارة، هذا النوع من البراكين يتشكل تحت الأرض على شكل قنوات وعندما تخرج الصهارة إلى تلك القنوات يزيد الضغط فيحدث ثوران البركان من الفوهة وكذلك من الجوانب.
يوجد حوالي 734 من هذا النوع من البراكين ومن أشهرهم بركان فوجي في اليابان وبركان بيناتوبو في الفلبين.
2. البراكين الدرعية (Shield Volcanoes)
البراكين الدرعية هي تلك البراكين الضخمة قليلة الانحدار والتي لديها قاعدة واسعة تمتد لعدة أميال، ولا تتسبب تلك البراكين في الثورات العنيفة بل تتدفق الحمم البركانية على جوانبها بهدوء بسبب قلة لزوجتها، ما يؤدي إلى تكوين طبقات رقيقة منها.
يوجد 171 بركان درعي حول العالم، ويعتبر بركان مونا لوا في هاواي هو أكبر بركان درعي في العالم حيث يبلغ ارتفاعه 17 ألف متر بينما ترسو قاعدته في المحيط.
3. البراكين المخروطية (Cinder Cone Volcanoes)
البراكين المخروطية لها شكل مخروطي لكنها أصغر من البراكين الدرعية، ويكون ثورانها عبارة عن تدفق الحمم السائلة التي تبرد أسرع من غيرها.
وفي العادة يبلغ ارتفاع هذه البراكين ما بين 100 إلى 400 متر مثل بركان باركوتين في المكسيك وغالبًا ما يكون ثورانها محدود.
4. البراكين الغائصة (Submarine Volcanoes)
تنشأ هذه البراكين في الجبال البحرية ومنها ما يكون على شكل جزيرة قديمة تآكلت معظمها، أو نمت عليها الشعاب المرجانية فغاصت في البحر.
تتشكل البراكين الغائصة بسبب النشاط البركاني في قاع المحيط حيث تبرد الحمم بسرعة عند ملامسة الماء وفي الوقت نفسه يعمل ضغط الماء على تقليل الانفجار البركاني فلا يمكن التعرف على أماكنها إلا من خلال الهيدروفونات.
توجد مثل هذه البراكين في العادة في مناطق المحيط الهادئ حيث تحدث انبعاثات بركانية متكررة، ومن أمثلتها بركان الجبل البحري Loihi بالقرب من جزيرة هواي.
5. البراكين الفائقة أو الخارقة (Supervolcanoes)
ربما يكون من حسن حظنا أن هذا النوع من البراكين نادر الانتشار إذ يعرف عنه الثوران المدمر حيث يقذف ما يصل إلى ألف متر مكعب من الصهارة.
يحتوي البركان على حجرات صهارية ضخمة تحت السطح، ويحدث الثوران بسبب انفجار واحدة من تلك الحجرات بشكل كامل.
وبالرغم من أن الثوران نادر جدًا إلا أنه قد يسبب تغيرات مناخية على نطاق عالمي، ومن أمثلته بركان كالديرا في اليونان.
6. براكين قباب الحمم (Lava Domes)
تتشكل هذه البركانية عندما تصبح الحمم البركانية سميكة جدًا فلا يسهل عليها التدفق ولكنها تكوّن تلة منحدرة بحيث تتراكم الصهارة بالقرب من فتحة البركان فيحدث الثوران بشكل بطئ بسبب اللزوجة العالية.
وفي أغلب الأحيان يلاحظ العلماء تشكل هذه البراكين داخل فوهة بركان ثار من قبل، وكما هو الحال مع البراكين المركبة لا يمكن لتلك البراكين قذف الحمم البركانية بعيدة عن الفوهة.
أقرا أيضًا: اذكار تحصين النفس
أنواع البراكين من حيث النشاط
هناك تصنيف آخر للبراكين يعتمد على نشاطها وليس شكلها وحجمها، وينقسم إلى:
- بركان نشط Active: وهو ما تم رصد ثورانه مؤخرًا، أو يصدر انبعاثات غازية تدل على احتمال ثورانه في المستقبل أو حتى يحدث زلزال في المنطقة القريبة منه بدون أسباب أخرى.
- بركان ساكن Dormant: لا توجد لدى هذه البراكين أية علامة على الثوران قريبًا ولكن يبدو أنه ثار من قبل في السنوات الماضية، أو ربما يحدث العكس حيث لا يوجد أثر لثورة قديمة للبركان لكن لا يزال لديه علامات على الثوران في المستقبل.
- البركان الخامد Extinct: هذا النوع لم يسجل له أي ثوران طيلة 11 ألف عام ولا يوجد لديه علامة على الثوران في المستقبل بسبب نفاذ مخزون الصهارة فيه.
أين توجد البراكين النشطة حول العالم؟
هناك العديد من الأماكن حول العالم التي تشهد نشاطًا بركانيًا باستمرار، حيث يقوم العلماء بإجراء الأبحاث اللازمة للتنبؤ بموعد الانفجار البركاني حتى يتم إخلاء المكان من حوله، ومن أشهر هذه الأماكن:
- إندونيسيا: هي البلد الأكثر نشاطًا للبراكين مثل بركان سينابونغ.
- روسيا: مثل بركان إيبكو وشيفلوتش.
- أمريكا: مثل بركان كيلويا وماونا لوا.
- المكسيك مثل بركان بوبوكاتبتبيل.
- المحيط الهادئ: مثل سلسلة غواتيمالا.
- أمريكا الوسطى: مثل بركان فويغو.
- جنوب أمريكا: مثل ريفينتادور.
- القارة القطبية الجنوبية: التي يوجد بها بركان خطير وهو بركان إيربوس.
- أفريقيا: وغالبا ما يوجد في إثيوبيا أو الكونغو.
- أوروبا: مثل بركان سترومبولي وجبل إتنا.
- آيسلندا: مثل بركان جبل فاغرادالس.
في النهاية، ما هي أنواع البراكين؟ وكيف تتكون؟ سؤال قد يبدو بسيطًا، لكنه يكشف عن عالم مذهل مليء بالتفاصيل العلمية المثيرة. ربما تتفق مع على أن ظاهرة البراكين مخيفة بعض الشيء، إلا أن دراسة العلماء لخصائص وأنواع البراكين قدمت لنا خطوة جيدة في توقع ثورة البراكين النشطة والساكنة لحماية السكان في المنطقة المحيطة به قدر المستطاع.