الإدارة التربوية تعريفها ونظرياتها
إن عملية التربية والتعليم إحدى المسؤوليات التي تقع على عاتق الحكومات، من أجل تحقيق التوازن بين العملية التربوية، والعملية التعليمية، بشكل يساهم في تحقيق التنمية على الأصعدة الثقافية، العلمية، الاقتصادية، والاجتماعية، وعليه نجد أن كل ما يمكن أن يحقق هذا التوازن يتواجد في نظريات الإدارة التربوية.
محتوى المقال
مفهوم الإدارة التربوية
يمكن أن نضع تعريف الإدارة التربوية على النحو التالي، بأنها هي الوظائف والمسؤوليات التعليمية والتربوية التي تساهم في تحقيق النجاح للمؤسسات التعليمية، من خلال توفير بيئة تساعد على المشاركة والتعاون بين كافة المتواجدين فيها.
ويُعرَّف علماء الاجتماع الإدارة التربوية على أنها أحد الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الموارد المادية، والبشرية في البيئة التعليمية التربوية، من أجل تحقيق تنمية في مجال التعليم، بشكل يساعد على النهوض بالمجتمعات والدول، على الصعيد التربوي، الاجتماعي، الثقافي، الاقتصادي، والعلمي.
خصائص الإدارة التربوية
هناك مجموعة من الخصائص التي تتمتع بها الإدارة التربوية، وهي:
- تتميز بالفعالية والكفاءة في تحقيق أكبر استفادة من الموارد البشرية، والمادية.
- تعتمد الإدارة التربوية على النظريات والمبادئ التي تساعدها على التكيف مع مختلف المجتمعات.
- تتمتع بالمرونة بشكل يجعل إمكانية تحقيقها في مختلف الظروف.
- تبتعد عن القوالب الثابتة الجامدة، بل على العكس تتطور مع التطور العقلي للأجيال المتعاقبة في العملية التعليمية.
- تتناسب وتتماشى مع سياسات الدول المعتمدة عليها في المنظمة التعليمية.
نظريات الإدارة التربوية
تعتمد الإدارة التربوية في تطبيقها على مجموعة من النظريات تساعد في وضع تصور افتراضي عن الواقع التربوي الذي ستتعامل معه، وكيفية التعامل معه عبر هذه النظريات، والتي يمكن أن نضعها في النقاط التالية:
- نظرية الأنظمة الإدارية
تهتم هذه النظرية بالمدخلات والمخرجات الخاصة بالإدارة التربوية، والتأكد من تفاعل عناصر العملية التربوية التعليمية، ويتم العمل بهذه النظرية عبر وضع العناصر البشرية في الإدارة بمجموعة من الأقسام المختلفة، بهدف التأكد من تحقيق المهام التربوية المنوطة لكل فرد بدقة.
- نظرية الأنظمة التشاركية
تعتمد هذه النظرية على مشاركة كافة المشاركين في المؤسسة التربوية في الإدارة، والتشاور في اتخاذ القرارات، وتنمي هذه النظرية روح الفريق، والمشاركة، وتحقيق الهدف سويًا، إضافة إلى السرعة في اتخاذ القرارات والوصول للأهداف.
- نظرية الإدارة السلطوية
تعتمد هذه النظرية على التسلط الإداري، بحيث تكون الإدارة التربوية قراراتها نابعة من جانب واحد للمشاركين في المؤسسة التعليمية التربوية، دون الالتفات للتفاعل بين أفراد المؤسسة، ويكون هدفها هو تحقيق الأهداف، وأن يكون كل فرد منوط به القيام بدور محدد، وعلى الإدارة تقييم كل وضمان حل أي إشكالية تعرقل من تحقيق الهدف المراد تحقيقه.
والجدير بالذكر أنه ليس هناك نظرية صحيحة وآخرى خاطئة، جميع النظريات التي سبق ذكرها فعالة، كما أنها تضمن تحقيق الأهداف المرجوة للمؤسسات التعليمية التربوية، ولكن الاختلاف يكمن في البيئة التي يتواجد فيها المؤسسة، أي ما يحدد العمل بالنظرية في الإدارة التربوية هي البيئة التي سيتم تطبيق النظرية فيها.
قد يهمك أيضًا: مهارات التفكير
أهداف الإدارة التربوية
تسعى الإدارة التربوية لتحقيق العديد من الأهداف للمؤسسات المتبعة لها، وهي:
- بناء شخصية كافة المشاركين داخل المؤسسة التربوية على مختلف الأصعدة العقلية، الفكرية، العلمية، والاجتماعية.
- التأكد من تطبيق الأنظمة التي تتلائم مع بيئة الإدارات التعليمية المسؤولة عن التربية والتعليم.
- الإشراف الدقيق على المشاريع الخاصة بالمؤسسة.
- وضع الخطط الخاصة بالمؤسسة في المستقبل القريب والبعيد، ووضعها في شكل أهداف يجب العمل على تحقيقها.
- وضع الاستراتيجيات المرنة التي تساعد على النمو والتطور في المؤسسة.
- زيادة المشاركة والتحلي لروح الفريق ضمن المشاركين في المؤسسة.
- رفع الكفاءة الإنتاجية بالاعتماد على الموارد البشرية والمادية بصور علمية مدروسة.
وفي الختام يجب أن نؤكد أن الإدارة التربوية دائمًا ما تسعى إلى تحقيق أهداف تكون من أولوياتها النهوض بالعملية التربوية والتعليمية، بشكل يساعد على إخراج أجيال لديها من الثقافة، والعلوم ما ينفع المجتمع ويساهم في خلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.