اتخاذ القرار هناك الكثير من الجوانب الشخصية، والسلوكية التي يحاول الفرد طوال رحلة حياته تنميتها، بطريقة تساعده على الارتقاء، وتعطيه القوة على إدارة حياته، ومن ضمن تلك السلوكيات هي القدرة على اتخاذ القرار والتي تعد هي المحرك الأساسي لحياتنا، فمن منا لا يأخذ القرارات في كل لحظة خلال حياته اليومية، بغض النظر عن ماهية القرار صحيح، أم خطأ، ولكن القرار إحدى السلوكيات المبهرة في النفس البشرية، وعليه سنحاول خلال مقالنا تعريفك بكل ما يخص القرار وأنواعه وخطوات اتخاذه.
اتخاذ القرار
القرار إما يكون قرارًا ذاتيًا، يتخذه المرء في اتجاه معين، ومن خلاله يستطيع الإنسان إدارة حياته، أو يكون هو ما يتخذه صاحب السلطة الأعلى في الإدارة، وتأتي قوة القرار من قوة اللوائح والقوانين داخل المؤسسة من أجل تحقيق أكبر قدر من المصلحة العامة.
وعلى الرغم أن القرارات تأتي في أشكال وأنواع مختلفة، ولكن جميعها تصب في الاتجاه ذاته، وهو اتخاذ خطوات جديدة، من شأنها الإصلاح، وفق رؤية معينة، وعبر استراتيجيات وأساليب قانونية، يشرعها القانون والدستور، سواءًا للفرد وقراراته الداخلية، أو القرارات السلطوية.
أنواع القرار
إن للقرارات ثلاثة أنواع لا يخرج عنها، سواءًا كان القرار إداري، ذاتي، قضائي، تشريعي جميعها تقف عن الثلاثة أنواع، وهم:
- قرارات عدم التأكد
ويرتبط هذا النوع من القرارات بعدم التأكد من النتيجة، ولكن في الوقت ذاته الجلوس في انتظار عوامل خارجية لتعريفك نتيجة مؤكدة حول قرارك أمر سيتسبب في خسائر أكبر، وعليه فهو يعد مجازفة دون معرفة بالنتيجة ولكن لابد منه.
- قرار المخاطرة
ويكون هذا النوع فيه نسبة النجاح والفشل 50% – 50%، وعليه يتم اتخاذها مع وضع احتمالية حدوث تغير وتحسن في الظروف يمكنها أن تُرجَّح كفة تحقيق الهدف المراد من وراء اتخاذه.
- القرارات الأكيدة
في هذا النوع يكون متخذ القرار على يقين تام بتحقيق هدفه، وما يميز هذا النوع هو عدم الحاجة إلى وقت طويل لاتخاذه، ولا يتداخل معه أي مؤثرات خارجية من شأنها التأثير على اتخاذ القرار أو نتيجة اتخاذه.
مهارات اتخاذ القرار
يعد اتخاذ القرار في حد ذاته إحدى المهارات التي يكتسبها الفرد، سواءًا كان من خلال خبرات حياتية سابقة أو حتى من خلال المعرفة العلمية، ولكن هناك مجموعة من المهارات التي يكتسبها الأفراد وتجعله قادرًا على تحديد الخيار والقرار الأفضل، والأجدر بتحقيق الصالح الخاص أو العام، وهي:
- مهارة التنظيم
يعتبر خبراء علم النفس أن الأشخاص المنظمين يكونوا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الأرجح والأفضل، بحيث لديهم القدرة على تنظيم أولوياتهم، والتعرف على رغباتهم، وأهدافهم بشكل يساعدهم على معرفة أي القرارات الأصح.
- مهارة التفكير المنطقي
إن وضع الأمور في نصابها الصحيح، من خلال معيار المنطق يعد من أهم المهارات التي تساعد على اتخاذ القرارات الصائبة، نظرًا لسهولة القدرة على تحديد إيجابيات وسلبيات كل خيار من الخيارات المطروحة، واتخاذ القرار بناءًا على ما يزيد إيجابياته عن سلبياته.
- الإبداعية
يعد التخيل والإبداعية أحد المهارات التي تساهم في زيادة القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، حيث أن يكون الشخص لديه القدرة على تصور الوضع بعد اتخاذ كل خيار من الخيارات المطروحة، إضافة إلى إمكانية هؤلاء الأفراد على اتخاذ قرارات خارج الصندوق، تحقق الصالح العام.
- الذكاء العاطفي
يرى علماء النفس أن الأفراد الذين يتمتعوا بالذكاء العاطفي، أو ما يمكن أن نسميه “الحدس”، فيكون بإمكانه التفرقة بين الخيار المتناسب معه، أو متناسب مع أوضاع شركته بشكل أفضل عن غيرهم، حيث يذهبوا لتلك المهارة المكتسبة لاتخاذ القرارات الأفضل.
- مهارة القيادة
إن امتلاك الفرد للمهارات القيادية تساعده في المجال العملي، أو على صعيد حياته الشخصية على اتخاذ أفضل القرارات، نظرًا لكونه يُفضل دائمًا القرارات ذات النفع على المدى الطويل.
قد يهمك أيضًا: الإدارة التربوية تعريفها ونظرياتها
تحسين مهارة اتخاذ القرار
يرى علماء النفس أن هناك مجموعة من النصائح التي يمكن أن تُحَّسن لدى الفرد مهارات اتخاذ القرار ويمكن أن نضعها في النقاط التالية:
- دائمًا يجب أن تضع قائمة بالإيجابيات والسلبيات لكل قرار محتمل اتخاذه.
- خذ الوقت المناسب، فالقرارات يجب آلا تتعجل فيها، ولا تسمح لأي شئ أن يؤثر عليك لسرعة اتخاذ قرار، خذ وقتك كاملًا نظرًا لعدم ولصعوبة الرجوع فيه، وعليه فكر بعمل وبصورة منطقية عقلانية منظمة في نتيجة كل قرار ستتخذه.
- يمكنك استشارة أهل الخبرة في دائرة معارفك، أو إن كان القرار خاص بالعمل فيمكنك استشارة من سبقوك في المنصب ذاته، حيث أن التعرض لأكثر من وجهة نظر يساعد على معرفتك لأي الخيارات أفضل.
- ارسم تصور عما يتضمنه كل خيار من الخيارات المطروحة، وحاول في إيجاد خيارات بديلة خارج الصندوق غير المطروحة أمامك، ولكن يكون فيها الفائدة الأكبر للصالح العام.
وفي ختام مقالنا لا ننسى أن ننصحك بعدم اتخاذ القرارات الشخصية، أو العملية بطريقة عشوائية، فالعشوائية لا يأتي منها سوى عشوائية مثلها، ولن يكون بها أي نفع، ودائمًا حاول أن تتخذ الطرق الأصح، وليست الأسهل، نظرًا لما يحققه ذلك من نجاحات على المدى البعيد.