قد يتسائل الكثيرين من المعلمين المشاركين في العملية التعليمية عن الأهمية في التعرف على هرم بلوم المعرفي، ولماذا يجب أن يتم استخدامه، وكيفية الاستفادة منه، وعليه سنجيب من خلال مقالنا اليوم على كل ما يخص هذه الاستراتيجية التعليمية، وماهيتها، كما يمكن أن يساعدك المقال في إيجاد استراتيجيتك الخاصة للتعليم.
محتوى المقال
هرم بلوم المعرفي
قبل التحدث عن استراتيجيات التعليم المختلفة، فيجب علينا في البداية التعريف بماهية هرم بلوم، ويعتبر هو أحد أنظمة التصنيف التي تساعد في تحديد مستويات مختلفة للإدراك والتمييز البشري، والذي يمكن أن يساعد المعلم في التعلم على المستوى الإدراكي للتلاميذ، والتمييز بينهم.
ويأتي ضمن هذه المستويات الكثير من المهارات التعليمية، مثل التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، التقويم وكل من هذه المستويات يساعدك هرم بلوم في التعرف عليها جيدًا، وتصنيف تلاميذك، إضافة إلى العمل وفق هذه التصنيفات.
وسينتج عن هذا التصنيف التعرف بشكل أفضل على الفائدة التي عادت على الطلاب، وكيفية تطوير مهارة كل طالب بشكل يتيح له التطور والتعلم بشكل أفضل وأسرع، إضافة إلى أن هرم بلوم المعرفي يتم تطبيقه على المناهج الدراسية، والدروس والانشطة التي تتم في الفصل الدراسي، من أجل وضع المواد الدراسية التي تتناسب مع المستوى التعليمي، الإدراكي، والعمري للطلاب، ويتكون هرم بلوم المعرفي على ترتيب يتم على النحو التالي التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، والتقويم.
تاريخ هرم بلوك المعرفي
تم اختراع واقتراح هرم بلوم عام 1956م، من قبل مجموعة من علماء النفس التربوي لعل أبرزهم هو بنيامين بلوم، وعليه تم تسمية الهرم المعرفي باسمه، وتم تطويره باختلاف وتطور الزمن، والقدرة على الإدراك والاستيعاب، والتطور المعرفي والتكنولوجي الحديث.
وهذا التعريف قاده عالم النفس التربوي أندرسون ووكرثول، وبعد المراجعة تم تطيره، ليكون لدينا اليوم هرم بلوم المعرفي الحديث والذي بدأ منذ عام 2001م، وتم تطبيقه في البداية على المراحل التعليمية الأولية مثل رياض الأطفال، ومع الوقت أصبح يدخل في المناهج الدراسية للمراحل التعليمية المختلفة.
هرم بلوم المعرفي الحديث
عمل كل من علماء النفس التربوي لورين أندرسون، وديفيد كرثول، على تطوير تصنيف بلوم المعرفي الأصلي، وإصدار نسخة متطورة تتزامن مع التطور الإدراكي والمعرفي الحالي، من خلال عمل تنصيف يقوم على التعلم، التدريس، والتقييم للطلاب، لتكون العملية المعرفية تشتمل على تفاعل المشاركون بها، ويتم ترتيبها على نحو التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل، التقويم، الابتكار.
أقرا أيضاً: طرق التدريس الحديثة
أهمية هرم بلوم المعرفي
- يمكن أن نطبق هرم بلوم المعرفي على المقال الذي بين أيدينا اليوم، فوفقًا لما جاء في تصنيف بلوم فيؤكد على أننا لا يمكن أن نتحدث على هذا الهرم، ونحلله، ونذكر أهميته دون التعريف به أولًا.
- يوفر تصنيف بلوم القدرة للمعلم على التعرف على المستويات الإدراكية لطلابه.
- يؤكد التصنيف على أن العملية المعرفية والتعليمية تأتي في مجموعة من الخطوات التسلسلية تعمل بديناميكية، ولا يمكن أن تتخطى أي منها للوصول إلى الأخرى، فمن أجل تحقيق الفهم فيجب أن يتم الاستذكار، والذي سيقود الدارس إلى عملية الفهم.
- يساعد التصنيف المعلمين والعاملين على إخراج المناهج التعليمية في تحسين قدرتهم التعليمية والمعرفية حول الفئة الموجه لها المادة العلمية، إضافة إلى تحسين المشاريع التي عليهم القيام بها والأنشطة التي يشاركوا فيها.
- يمكن تطبيق تصنيف بلوم على مختلف العلوم الإنسانية، من علم النفس والاجتماع، حتى حساب المثلثات والجبر، فهو الجوهر الذي يبنى عليه المادة المعرفية، وعليه فيمتلك قدر عالي من المرونة.
كيفية الاستفادة من هرم بلوم المعرفي للمعلمين
- يمكن للمعلمين استخدام جدول الأفعال السلوكية بمختلف المستويات، وذلك يساهم إلى تحديد أهداف العملية التعليمية، وإنتاج استراتيجيات جديدة لتنفيذها مع كل من الفئات المشاركة فيها من التلاميذ.
- يساعد هرم بلوم المعرفي المعلم في إيجاد الحافز للطلاب، وتشجيعهم على التعلم، من خلال دمج التصنيف داخل المادة العلمية الموجودة في الفصل الدراسي، من خلال تسجيل النقاط للطلاب، وتحويل العملية التعليمية إلى عملية تنافسية.
- عمل مقياس لمدى صعوبة المادة العلمية التي يقوم المعلم بتدريسها، ومن خلال هذا المقياس سيأتي بالنفع على مستويين، الأول هو التنافس بين الطلاب ذوي القدرات العالية، والثاني هو تعريف المعلم بالطلاب ذوي القدرة الأقل على الفهم والاستيعاب، بشكل يساعدك في تطويرهم بشكل أفضل.
- إدخال المعلم التكنولوجيا في العملية التعليمية هو أحد الأمور الأساسية التي ستساعد في التعامل بشكل أفضل مع الأجيال الجديدة، التي أصبحت التكنولوجيا أحد أهم محاور حياتهم اليومية، وعليه يمكن من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا عمل الجلسات النقاشية، أو إجراء التجارب العلمية عبر المختبرات الافتراضية، ومشاركة عدد أكبر من الطلاب في الفصول الدراسية عبر شبكة الانترنت.
- يساهم تصنيف بلوم تطوير ليس فقط الطالب، ولكن يساعد المعلمين كذلك في التطوير على طريقتهم واستراتجيتهم في تدريس المواد العلمية المختلفة، وعمل تحليل لسرعة استيعاب الطلاب للمعلومة، وكيفية التطوير من أجل أن تكون عملية توصيل المعلومة تتم بشكل أكثر سلاسة.
في الختام لا يمكن سوى أن نقول أن تصنيف بلوم المعرفي هو أحد مخرجات علم النفس، التي تم تطبيقها والاستفادة منها، بل وتطويرها بشكل يتناسب مع اختلاف الأجيال المتعاقبة، كما ساهم هذا التصنيف في تطوير العملية التعليمية بما يخدم المجتمعات، ويساهم في تنميتها، حتى أن هناك الكثير من المجتمعات في يومنا الحالي التي تعتمد على هرم بلوم المعرفي دون إدراك، وبشكل فطري تمامًا.