تعتبر مواد التربية الفنية من أهم العناصر في عملية التربية والتعليم، والتي بشكل أو آخر تؤثر على سلوكيات الأفراد فيما بعد، ولكن إلى أي مدى تكون أهمية التربية الفنية، وكيفية عودة هذا النفع على المجتمع وهذا ما سنناقشه بالتفصيل مقالنا اليوم.
محتوى المقال
التربية الفنية
منذ بدء ربط العملية التعليمية بالأساليب التربوية، من خلال علم النفس والاجتماع، وكان هناك عنصر هام للغاية في هذه التركيبة، وهي التربية الفنية، وخصوصًا إذا بدأ وجودها مع الفرد منذ دخوله رحلته التعليمية فيكون لها أثر كبير على سلوكياته، وتنمية وعيه وإدراكه لمحيطه، وتدفعه لتعلم كيفية العيش في هذه الحياة بشكل يخدم الصالح العام، من أجل تحقيق تنمية مستدامة لبلده.
وإذا كنت تسأل هل للتربية الفنية هذا القدر من الأهمية في تحقيق التنمية المجتمعية، فنعم بكل تأكيد فإن مواد التربية الفنية من شأنها تنمية الجانب الإنساني في الفرد، فنحن لسنا آلات تحركنا الأوامر، ولكن في نهاية الأمر نحن كائنات حية عاقلة.
مواد التربية الفنية
التربية الفنية في العملية التعليمية شهدت تطورًا كبيرًا، ولكن يمكن القول بأن هناك مواد تربية فنية قديمة وتربية فنية حديثة، ويمكن تقسيمهم في النقاط التالية:
- التربية الفنية القديمة:
وهي المواد التي تضمنت الرسم، والموسيقى.
- التربية الفنية الحديثة
بعد التطور الذي دخل على العملية التعليمية، بالتزامن مع التطور التربوي، والاجتماعي، والتكنولوجي أصبحت مواد التربية الفنية تتضمن: الرسم، الموسيقى، التصميمات الهندسية، الصناعة، الزراعة، والتدبير المنزلي.
وهناك بعض المدارس التي أدخلت ما يعرف بعلم المكتبات، والتي يوفروا خلالها للطلبة كل ما يأتي في عمل أمين المكتبة، وكيفية عمل فهرسة للمكتبة، وتقسيمها بشكل يسهل للقراء الوصول للمعلومات والأقسام التي يريدونها.
أهمية التربية الفنية للطلاب
يعود الخضوع لدراسة مواد التربية الفنية بالنفع على الطلاب لتحقيق الكثير من الأهداف وهي:
- تنمية الروح الإنسانية لدى الطالب.
- غرس إمكانية تذوق الجمال الفني في الرسم، أو الموسيقى.
- تعريف الطلاب على عالم الموسيقى وأدواتها، وقراءة النوت الموسيقية، وأدوات الرسم.
- تنمية القدرة في الاعتماد على النفس، والتعليم الذاتي، وتنمية هذا الجانب الفني في الروح الإنسانية.
- تنمية القدرة على التخطيط وتحقيق الأهداف من خلال البدء في شئ وممارسته حتى الاتقان.
- تنمية القدرة على الاستفادة بوقت الفراغ في شئ ينفعهم وينمي قدراتهم العقلية.
- توفير مساحة للتعبير عن أنفسهم من خلال الفنون المختلفة، أو الأعمال اليدوية، أو الاهتمام بالنباتات وكيفية زراعتها والاهتمام بها.
- القدرة في الحصول على موهبة، فبجانب العمل الاحترافي في الحياة، فلابد للإنسان أن يكون لديه هواية ينميها تساعده على التحرر والخروج من حيز الآلة.
اقرأ أيضًا: الموديولات التعليمية
أهمية التربية الفنية للمجتمع
أما عن كيفية الانتفاع بالتربية الفنية في المجتمع، فهذا يأتي ضمن السلوكيات التي تنميها مواد التربية الفنية، ويمكن أن نضع هذه السلوكيات في النقاط التالية:
- غرس روح الفريق والعمل الجماعي لدى الأفراد، بما يحقق أهدافهم.
- غرس الإبداع في الوعي الجمعي لدى أفراد المجتمع الواد، فمجتمع بدون إبداعية هو مجتمع يفتقد الفاعلية.
- زراعة الإبداع منذ الصغر سيجعل لدى المجتمع طبيب مبدع، مهندس مبدع، والإبداعية تكون هي المحرك الأساسي وهي التي تساعد المجتمعات على الوصول لأهدافها بأقصر الطرق.
- انخفاض معدلات الجريمة، والسلوكيات الخاطئة، لتنمية روح الإنسان في الأفراد، والتي تتغلب على الجوانب الحيوانية لدى البشر التي تظهر بسبب إيجاد أوقات فراغ.
- اكتساب الثقافات الفنية المختلفة من المجتمعات المختلفة، وهو الأمر الذي سيجعل هناك تطور دائم في محاولة للوصول إلى التميز.
وفي ختام مقالنا فيقول آلبرت آينشتاين أن الخيال أهم من المعرفة، فالمعرفة مهما تطورت تظل محدودة بينما الخيال يأخذنا لعوالم ليس لها حدود، وهذا ما نجده في التربية الفنية، هو تنمية الخيال والإبداعية لدى الطلاب من سن صغير، بحيث يساهم في تنمية المجتمع بإبداعاته في المجالات المختلفة عند الكبر.