إن التخطيط التربوي أحد الأمور الأساسية التي يتحدد عليها بناء مستقبل الفرد، وعليه بناء مستقبل الأسرة والمجتمع بشكل عام، وهو أحد الأمور التي تأتي على رأس أولويات أولياء الأمور في المسار الحياتية الخاصة بأبنائهم، وعليه وجدنا أن من واجبنا تعريفك على ماهو التخطيط التربوي، ومدى أهميته، والمبادئ التي يقوم عليها من خلال السطور القادمة.
التخطيط
إن التخطيط في حد ذاته أحد المهارات التي يكتسبها الفرد بشكل ذاتي، وإدراكي لمحيط الحياة والمجتمع من حوله، بحيث يُدرك ذاتيًا أنه من أجل الوصول لهدف معين، فعليه أن يقوم بوضع خطة تحتوي على مجموعة من الخطوات، والتي من خلالها سيصل إلى الهدف النهائي.
واكتشف خبراء علم النفس والاجتماع أن الإنسان المعاصر، أي الإنسان الذي نشأ في بيئة وُجدت فيها مصطلحات مثل العولمة، والتعليم الذاتي، والتعليم عن بعد، والأمور التي وفرتها الطفرة التكنولوجيا الإنسانية في السنوات القليلة الماضية، أنه أصبح الإنسان يقوم بوضع أكثر من مخطط، مع الوضع في الاعتبار إمكانية فشل أي من المخططات الأخرى للوصول لهدفه، وعليه نجد أن التخطيط مهارة سلوكية يجب أن يتم تنميتها، وغرسها في الفرد منذ الصغر.
مفهوم التخطيط التربوي
لم يضع حتى كتابة هذه المقال تعريف محدد لمفهوم التخطيط التربوي من قبل خبراء علم الاجتماع، ولكن يمكن القول بأنه هو عملية التنسيق التي تتم بين كافة العوامل الإنتاجية، في إطار مُنظم، يتم تحت رقابة مشددة وقيادة رشيدة للوصول للأهداف التي تم وضعها لهذا التخطيط.
وعادة ما تكون الأهداف الموضوعة هي إتمام التنمية التربوية، وتعريف الأفراد منذ الصغر على كيفية إدارة حياتهم على الصعيدين التربوي والاقتصادي، وأن يتم هذا التعريف من خلال العملية التعليمية، بشكل يكون الهدف النهائي منه هو تنمية الإنسان اجتماعيًا، ذاتيًا، واقتصاديًا.
وعليه نجد أن التخطيط التربوي أصبح أحد المناهج التي تنتهجها المجتمعات معًا، سواءًا من الجانب الأسري، أو الجانب التعليمي عبر المؤسسات التعليمية والمواد التي يتم تدريسها، للوصول للأهداف المذكورة في الفقرة السابقة بأقل تكلفة، وكفاءة عالية.
أهمية التخطيط التربوي
يمكن أن نقول أن للتخطيط التربوي أهمية كبيرة في التنمية المستدامة للمجتمعات، وهو أحد الأسس التي يقوم عليها التوازن المجتمعي، في المناحي الحياتية المختلفة الثقافية، الاجتماعية، العلمية، والاقتصادية ويمكن أن نضع تلك الأهمية في مجموعة النقاط الآتية:
- إعداد قوى عاملة ذات كفاءة عالية وقدرة على الإنتاج تساهم في النهوض بالمجتمع وخلف تنمية مستدامة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
- دفع المجتمع للتعرف على التقنيات الحديثة والمتطورة بهدف تسهيل عملهم، لتحقيق الاستفادة القصوى منها في عملية التنمية المجتمعية.
- تحقيق التوازن في العملية التربوية بين النظام التربوي الأسري، والنظام التعليمي.
- وضع خطة يتم تحقيقها على الأجيال المتعاقبة مع تجدد الأهداف بشكل مستمر، يتزامن مع التجدد والتطور الخاص بالمجتمعات الأخرى، والتكنولوجيا التي تتطور يومًا بعد يوم.
- تسهيل عملية البحث على الموارد البشرية الجديدة.
- إمكانية تطوير وسائل البحث العلمي بما ينفع المجتمع في أسرع وقت، من خلال إعداد الباحثين والأخصائيين لإجراء البحوث العلمية المطلوبة، بما يُمكن المجتمع بالانتفاع جيدًا من الموارد البشرية والمادية، لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المستدامة.
اقرأ أيضًا: اتخاذ القرار
مبادئ التخطيط التربوي
يقوم التخطيط التربوي على مجموعة من المبادئ التي تضمن نجاح فاعليته، وتساهم في تحقيق أهدافه والتي يمكن أن نضعها في التالي:
- تحديد جدول زمني يلتزم فيه جميع المشاركين في التخطيط التربوي.
- أن يمتلك التخطيط التربوي مرونة عالية تُمكنه من التطور والتكيف في مختلف الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
- غرس روح الفريق والتنسيق بين جميع المشاركين فيه عبر اتباع إجراءات محددة، وأن يكون كل فرد مشارك في عملية التخطيط التربوي على علم تام بدوره، ومدى أهميته.
- عمل ربط بين عمليات التخطيط السابق تنفيذها، والخطط المستقبلية، والخطط الحالية بشكل يساعد على الاستمرارية، وجعلها عملية تربوية مستمرة.
- الاعتماد على كافة الموارد المتاحة البشرية، والمادية من أجل تحقيق أهداف التخطيط التربوي الموضوعة.
- تحلي المشاركين في عملية التخطيط التربوي بالواقعية، بشكل وضع الخطة التي تتناسب مع الإمكانيات المتاحة بشكل يساعد على تحقيق الأهداف المطروحة.
في الختام يجب أن نقول أن التنمية المستدامة أصبحت جزء لا يتجزأ في المجتمعات، أمر واجب البدء فيه ونراه في عالمنا الحالي في روى الدول عربية كثيرة، ويأتي على رأسها رؤية السعودية 2030، ورؤية الإمارات العربية المتحدة 2030، والتي من خلالها تريد تحقيق التنمية المستدامة على مختلف الأصعدة. وهذا لن ولم يتحقق سوى باتخاذ التخطيط التربوي كمنهج وأسلوب حياة، بشكل يساعد على التطور للجوانب الاجتماعية، الثقافية، والاقتصادية، بما يضمن أولًا اللحاق بالدول المتقدمة، ثانيًا التنمية والاكتفاء الذاتي من الموارد البشرية والمادية داخل هذه الدول.