الفرق بين الاستقراء والاستنباط هو فرق جوهري، لكن العديد من الأشخاص لا يعرفونه.
حيث أن كليهما عبارة عن طرق تفكير منطقية تستخدم في العديد من الجوانب سواء في التدريس أو غيره من المجالات الهامة.
حيث أن الدراسة العلمية بشكل عام تحتاج إلى معرفة كيفية استخدام هذه الطرق والاستفادة منها عموماً.
لذلك فإننا في هذا المقال سنتعرف معكم على الفرق بين الطريقتين، وسنعطيكم أمثلة على كل من طريقة الاستقراء والاستنباط.
علاوة على أننا سنوضح لكم طريقة استخدامها عبر العديد من الأمثلة.
محتوى المقال
الفرق بين الاستقراء والاستنباط في التدريس
طرق التفكير العملية عديدة في التدريس والبحث العلمي أيضاً، وهو ما يعني اختلاف النتائج التي نحصل عليها.
ومن هنا تنبع أهمية معرفة الفرق بين الاستقراء والاستنباط، والذي سنوضحه في النقاط التالية:
- الاستقراء طريقة تفكير تبدأ بالانتقال في تفسير المعلومات من الخاص للعام أو من الجزء للكل، وبالتالي فإن هذا ينعكس على طريقة التفكير واستخلاص النتيجة.
- بينما الاستنباط معاكس تماماً لهذه الآلية، حيث يتم الانتقال من الجزء الأكبر للأصغر أو من العام للخاص ومن الكل للجزء.
- بالإضافة إلى أن عملية الاستقراء في التفكير عبارة عن اكتشاف واقعي للقواعد، والاستنباط تنتقل من خلاله المبادىء للنتائج من خلال عملية عقلية بحتة.
- كما أن طريقة الاستقراء مفيدة للبحث العلمي والتدريس في تحويل الملاحظات وتجميعها لتكوين مجموعة من القواعد.
- لكن الاستنباط يختلف عن الاستقراء في هذا الجزء، وذلك من حيث تجزئة القواعد العامة لتكوين عدة ملاحظات يمكن استخدامها في العديد من الأمثلة.
- علاوة على أن الاستقراء يعتمد على الاختبارات والتجارب، وبالتالي فإنه يعود بالنفع على الباحث العلمي أو على من يستخدمه في استخلاص النتائج ويتأكد من صحة تجربته.
- الاستنباط يستمد من التأكد من المقدمات فقط، ويعطي فرضية للباحث العلمي دون أن يوجد تناقض بين هذه المقدمات والنتائج الخاصة بها.
“اقرأ أيضاً: خطوات الطريقة العلمية الـ 7 لمساعدتك على حل المشكلات“
أمثلة على الاستقراء والاستنباط
توجد العديد من الأمثلة توضح الفرق بين الاستقراء والاستنباط، وسنبدأ أولاً في استعراض أمثلة عن طريقة تفكير الاستقراء، والتي تشمل قراءة الأمور الضرورية والجوانب العملية الحياتية.
ولفهم هذه الطريقة يمكن إعطاء أمثلة عنها كما يلي:
- على سبيل المثال، يمكننا القول أننا نتناول نوعاً معيناً من الطعام، وفي كل مرة تحدث أعراض انتفاخ وتعب في الجهاز الهضمي عموماً، لذلك فهذا يعني أن هذا النوع من الطعام غير مناسب لحالة الشخص المرضية، وهذا أمر منطقي.
- كما يمكن التوضيح أكثر من خلال مثال آخر، فإننا عندما نشاهد شخصاً ما يلعب لعبة رياضية تتطلب أن يكون وزنه أكثر من 80 كغم، بالتالي يجب أن يكون جميع زملائهم في اللعبة يزنون نفس وزنه.
- علاوة على أن أي عمل يعمله شخص ما ويتطلب منه امتلاك مهارة استخدام الكمبيوتر والكتابة بواسطته للتعيين في تلك الوظيفة، لذلك من المنطقي أن يمتلك زملاؤه في نفس القسم تلك المهارة.
كانت الأمثلة السابقة حول الاستقراء، ويتبين الفرق بين الاستقراء والاستنباط من خلال ذكر أمثلة عن طريقة الاستنباط أيضاً، وهو ما سنوضحه لكم فيما يلي:
- على سبيل المثال في حال وجود شركة مواصلات معينة -ولتكن خدمة باصات منخفضة التكلفة- ولديها العديد من السلبيات، لذلك عند حجز التذاكر يمكن أن تحدث مشكلات وأن تظهر هذه السلبيات خلال السفر معها.
- مثال آخر: يمكننا القول أن كل الحيوانات الأليفة في هذه الفترة تعاني من تكاثر البراغيث والحشرات في فروها، لذلك فهذا يعني وجود أمراض قد تنتشر ثم تنتقل للإنسان المخالط لها.
والخلاصة توضح أن الفرق بين الاستقراء والاستنباط ربما يكون في الأسباب والنتائج وطريقة استخلاص المعلومات نفسها أيضاً.
الفرق بين الاستنتاج والاستقراء والاستنباط والاستدلال
تعرفنا في السطور السابقة على الفرق بين الاستقراء والاستنباط، حيث يمكننا القول أن المنهج الاستقرائي يعتمد على عدة قواعد لا يعتمد عليها الاستدلال أو الاستنتاج.
علاوة على ذلك فإن المنهج الاستدلالي ينتقل من الملاحظات العامة إلى الاستنتاجات المحددة.
كذلك فإن هذا يختلف تماماً ما بين المنهج الاستقرائي للملاحظة المحددة إلى التفسير العام للنتائج المستخلصة، وبالتالي فإن الفارق بينهما كبير.
“شاهد أيضاً: المقرأة الالكترونية؛ إليك أفضل المقارئ أونلاين لعام 2024“
الفرق بين الاستنتاج والاستنباط
بعد أن أوضحنا الفرق بين الاستقراء والاستنباط، فمن المهم أن نوضح أيضاً أن هناك فارق ما بين الاستنتاج -وهو تفكير منطقي مفيد لأمور البحث العلمي- ومنطق الاستدلال والاستنباط.
حيث أن الاستنباط هو عبارة عن انتقال الذهن من قضية أو عدة قضايا من المقدمات إلى قضية أخرى وفقاً لقواعد المنطق، علاوة على انتقال العام إلى الخاص كما تعرفنا في السابق.
كذلك فإن الاستنتاج يختلف عن الاستنباط؛ لأنه عبارة عن عملية عقلية معرفية تبحث عن السبب والتفسير المنطقي للحوادث.
كما أن الاستنتاج يهدف للفهم والمعرفة لدعم كافة معتقدات التفكير وبالتالي استخراج العبر والمفاهيم الخاصة، وهناك العديد من الأنواع في طريقة التفكير هذه.
تعريف الاستقراء وأنواعه
من الضروري ونحن نتحدث عن الفرق بين الاستقراء والاستنباط، أن نوضح لكم تعريف الاستقراء.
ويوجد نوعين من الاستقراء، هما:
- الاستقراء التام: عبارة عن الاستدلال على الكل أو العام بكل جزئياته وشمول هذه الجزئيات في التفكير.
- بالإضافة إلى الاستقراء الناقص: وهو على عكس التام، فهو عبارة عن الاستدلال على الكل ببعض الجزئيات، ويعتبر الأكثر شيوعاُ في طريقة التفكير الخاصة بالاستقراء.
مثال على الاستنباط
الاستنباط طريقة تفكير شهيرة للغاية، وهذا ما عرفناه قبل قليل من خلال حديثنا عن الفرق بين الاستقراء والاستنباط.
لذلك لفهم طريقة الاستنباط أكثر، يمكن توضيحها من خلال الأمثلة التالية:
- النباتات كلها تخضع لعملية التمثيل الضوئي من أجل الحصول على الغذاء اللازم للنمو، لذلك فإن كل النباتات دون استثناء تخضع لهذه العملية بكل أنواعها.
- علاوة على أن كل القطط تتميز بحاسة شم قوية للغاية، إذاً فإن القطة التي تقوم بتربيتها -أياً كان نوعها- تتميز بحاسة شم قوية وذلك دون تجربة.
- كذلك فإن كل الطيور لها ريش، إذاً فالببغاء له ريش أيضاً.
“قد يهمك أيضاً: أسرار النجاح في كتاب العادات الذرية في 7 نقاط“
الفرق بين الاستقراء والاستنتاج
الاستقراء كما ذكرنا هو طريقة تفكير منهجية رائعة يمكن الاستفادة منها عموماً، حيث أنها تساعد الفرد بالانتقال في التفكير من الخاص إلى العام.
كذلك يعمل الاستقراء بالاستفادة من تفسير نظرية ما عبر عنصر الاحتمال لا التأكيد، والخروج بنظرية جديدة أو تفسير جديد.
علاوة على ذلك فإن هناك فارق كبير بين الاستقراء والاستنتاج والذي تعرفنا عليه سابقاً.
حيث أن الاستنتاج هي طريقة تفكير عملية ومنهج ضمن مناهج البحث العلمي يبدأ بتفسير المفاهيم العامة للوصول إلى استنتاجات صحيحة ومنطقية.
علاوة على أنه طريقة انتقال في التفكير من العام للخاص، ويتم استخدام هذا الأسلوب بشكل أكبر في الأبحاث العلمية من إثبات النظريات والفرضيات العلمية.
وهكذا يا أعزائي نكون قد وصلنا معكم إلى ختام هذه المقالة، والتي تعرفنا فيها على الفرق بين الاستقراء والاستنباط.
حيث تعرفنا على طرق التفكير المختلفة وكيفية الاستفادة منها، وأوضحنا الفارق الجوهري بين هذه الطرق.
كما تعرفنا على الاستنتاج والاستدلال كطرق علمية للتفكير أيضاً، وعلى مدى أهميتها في البحث العلمي.