ماذا تعرف عن القراءة التمشيطية…؟ القراءة غذاء الروح كما قيل في السابق، وهي بالفعل كذلك، فعي ممارسة تساعد على تنشيط الذاكرة والإبداعية لدى الفرد، إضافة إلى مساعدته ليكون لديه حصيلة معلومات تساعده في مختلف مناحي الحياة من خلال تزويده بالمعرفة، والتي من خلالها تضئ له الطريق نحو الإبداع والنجاح، ولكن في مقالنا اليوم سنتوقف عند أحد أنواع القراءة، وتحديدًا القراءة السريعة، وتعريفكم بإحدى استراتيجيتها وهي قراءة التمشيط، لنتعرف عليها سويًا عن قرب، وكيفية استخدامها والاستفادة منها.
محتوى المقال
استراتيجيات القراءة
للقراءة الكثير من الأنواع، مثل القراءة السريعة التي ذكرناها في السطور السابقة، أو القراءة الجهرية، القراءة الصامتة، ولكن هذه أنواع القراءة بشكل عام، ولكن القراء مع الخبرة يكون لديهم استراتيجيتهم الخاصة، والتي يفرضها عليهم المواد المقروءة، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات:
- القراءة الاستكشافية
ومن خلالها يبدأ القارئ في استكشاف مجال أدبي، أو مجال علمي محدد، من خلال كتب محددة تتحدث عن مبادئ هذا المجال، أو المقدمات الخاصة بهذا المجال، قبل الخوض فيه.
- القراءة المحورية
هي القراءة المتمحورة حول موضوع واحد، مثلما يبدأ القارئ في كتاب علمي، أو أدبي، ثم منه ينتقل إلى المراجع المنتج منها المادة العلمية أو الأدبية، بهدف تحقيق استفادة أكبر من المعلومات حول موضوع الكتاب، أو الاتجاه الذي يقرأ فيه.
- القراءة الانتقائية
وهذا النوع يأتي بالخبرة وممارسة القراءة بشكل مستمر، بحيث يكون القارئ على علم بالمجال الذي يخوض فيه قراءاته، ويعلم الكتاب والمؤلفين في هذا المجال جيدًا، ولديه مخزون معرفي سابق يُمكنه من انتقاء كتب لكتاب ومؤلفين بعينهم، أو انتقاء كتب في عمق مجالات محددة.
- القراءة التحليلية
أما عن هذا النوع فلا يكتفي القارئ بقراءة المادة الأدبية، أو العلمية، بل يضع أسئلة يحاول أن يجيب عنها من خلال الكتاب، كما أنه لا يكتفي بهذا بل يبدأ في مراجعة وتحليل الكتاب، وإعطائه تقييم لديه، بحيث يكون لديه معرفة مسبقة عما يمكن أن يفيده هذا الكتاب فيما بعد، أو متى يعود إليه إذا احتاجه.
وبالطبع يتبقى استراتيجية قراءة التمشيط ولكن هذا النوع لن نتحدث عنه، إلا بعدما نبدأ في تعريفك على تطور القراءة السريعة والتي نتج عنها هذه الاستراتيجية.
القراءة السريعة
القراءة السريعة هي أحد أنواع القراءة، والتي تأتي من خلال الممارسة باتباع أساليب معينة، تهدف إلى زيادة معدل سرعة القراءة بالعين، من خلال الوقوف على قراءة جمل كاملة، ومع الوقت هذه الجمل تنطبع في الذاكرة، ويستطيع العقل ترجمتها والاستفادة منها، على أن يتم كل هذا في غضون ثواني معدودة.
ويلجأ إليها القارئ من أجل زيادة القدرة على القراءة، وزيادة قدرته على الاستيعاب، والتركيز، وبالتأكيد لا يكون هدف هذه القراءة رسم أي صورة ذهنية، فلا يكون هناك الوقت لتذوق المعاني بشكل كامل، قدر ما يكون هناك استيعاب أكبر قدر من المعلومات في أقل وقت، وبعدها يبدأ العقل في تفنيد هذه المعلومات والتأمل فيها.
استراتيجية قراءة التمشيط ( القراءة التمشيطية )
تعتبر قراءة التمشيط إحدى الاستراتيجيات التي تنتج مع ممارسة القراءة السريعة، وتتم من خلال وضع القارئ لمجموعة من الكلمات المفتاحية، حول موضوع محدد في أي من الكتب والمراجع، ويبدأ في تصفح الكتاب بسرعة فائقة، بحيث لا تقع عينه إلا على الجمل التي يتواجد فيها الكلمات المفتاحية المحددة.
وتلك الكلمات من الممكن أن تتضمن عناصر كيميائية أو فيزيائية، تواريخ، أسماء، وأصبح يتم إدخال هذا النوع من استراتيجيات القراءة في النظم الجامعية، لتدريب الطلاب على القراءة السريعة، والاستفادة بأكبر قدر من المعلومات في أقل وقت ممكن، وهذا هو الهدف المرجو في النهاية.
اقرأ أيضًا: أنواع القراءة
استخدامات قراءة التمشيط
قد يتبادر إلى الأذهان سؤال حول متى يكون من المناسب استخدام استراتيجية قراءة التمشيط، ويمكن أن نضع الحالات في النقاط التالية:
- في حالة زيادة مصادر المعلومات خلال عمليات البحث عن كلمة مفتاحية معينة.
- في حالات البحث عن أرقام أو نصوص بعينها.
- في حالة الحاجة إلى زيادة نسبة التركيز على المعلومة وليس على التذوق اللغوي للمعاني.
- في حالة الاستذكار يمكن أن يتم استخدامها مع القراءة الصامتة، أو الجهرية بصورة سريعة.
- في حالة الرغبة في أخذ فكرة عامة عن موضوع الكتاب، أو المرجع دون الخوض فيه بشكل متأني.
وفي الختام يمكن القول أن قراءة التمشيط تتماشى بشكل أكبر مع الكتب العلمية، والنصوص المتواجدة في الدراسات والمقالات العلمية، أو في البحث في الفهرس، أو القواميس والمعاجم، وهي في واقع الأمر قد يظن البعض أنها لا تفيد، ولكنها تفيد بشكل كبير للحصول على قدر كبير من المعلومات المعرفية، دون أخذ وقت طويل في تحصيل تلك المعلومات، بحيث من خلالها يُخصص القارئ وقت للقراءة التمشيطية، ووقت للتأمل فيما مر عليه بعينيه